توصل فريق طبي بالمعهد القومي للأمراض المتوطنة بمصر إلي تحويل خلايا الطحال إلي خلايا
كبدية وذلك بعد اجتياز كافة التجارب التي طبقت علي عدد من المرضي تحت إشراف كامل من
الجهات المتخصصة وتحت إشراف د. عبد الحميد أباظة أمين عام هيئة المستشفيات والمعاهد
التعليمية، طبقت الأبحاث علي سبع حالات تعرضت لتحسن صحي ملحوظ، حيث تم الحقن لأول
مرة واستمر مفعوله 6 أشهر
وقالت د. هناء مرقس رئيس قسم الميكروبيولوجي وأحد أفراد الفريق البحثي انه امام معضلة
جراحات زراعة الكبد المكلفة ، كان البحث عن بديل ، لذا اتجه التفكير في استخدام الخلايا
الجذعية وخلال 5 سنوات كانت لدينا فترة كافية للتدريب علي هذه التقنية وكيفية علاج التليف
المتقدم.
واشارت الي إنه بعد إتقان هذا الأسلوب تم العمل علي حيوانات التجارب بعد إصابتها بالتليف،
وذلك عن طريق حقنها بكميات مضاعفة من مادة كيميائية لإحداث التليف في الفئران ثم بعد
ثلاثة أسابيع تقريبا تم حقن طحال حيوانات التجارب بخلايا جذعية مستخلصة منها بعد تحويلها
إلي خلايا كبدية بمعني أن تكون قادرة علي القيام بمهام ووظائف الخلايا الكبدية.
وقال د. أباظة إنه تم الحصول علي الخلايا الجذعية إما من النخاع الشوكي وإما من الدم
مباشرة، وإما من الحبل السري بعد عمليات الولادة، ولكن لا يتم حقنها إلا بعد التأكد من
تحويلها إلي خلايا كبدية، وأنها بدأت بالفعل تؤدي وظيفتها عن طريق إجراء الاختبارات
المعملية عليها من تصنيع الألبومين وعوامل التجلط المختلفة وبعد حقنها بأسبوعين ومتابعة
حيوانات التجارب اتضحت فائدتها في علاج الاستسقاء ولتحسين عوامل التجلط.. ومن خلال
دراسة الأعضاء الداخلية لهذه الحيوانات بعد انتهاء التجربة من الناحية النسيجية اتضح أن
هذه العلاجات تحسن وظائف ونسب التليف بالكبد.
وعن مدي قيام الطحال بوظائفه العادية والجديدة لفت الي انه بعد سن البلوغ تقل حاجة الجسم
لوظيفة الطحال وهي تصنيع بعض كرات الدم البيضاء وتكسير خلايا الدم الحمراء، حيث تعتبر
دورة وظيفته أهم كثيرا خلال فترة ما قبل بلوغ الإنسان، أما بعد هذه المرحلة العمرية فيمكن
استئصاله من دون أية مشاكل في الحالات التي تتطلب ذلك خاصة حوادث الطرق التي يتسبب
عنها إصابات مؤثرة بالطحال، لذلك في حالة تحويله إلي أداء دور الكبد بالشكل المؤقت هذا لا
تتأثر وظيفته علي ألا يكون طحال المريض الذي يحتاج لاتباع هذا الأسلوب الجراحي متضخما
بدرجة كبيرة.
وحسب صحيفة الراية ؛ أكد د. أباظة: أن العلاج بالخلايا الجذعية يعد وسيلة للتعامل مع
المرضي الذين يدخلون فيما قبل الغيبوبة، كما أن هناك مرضي كبد يحتاجون لإجراء عمليات
أخري مثل فتق سري لكن يمنعهم وجود الاستسقاء الشديد بالبطن من إجراء العملية الجراحية،
وهنا يمكن حقنهم بالخلايا الجذعية حتي تتحسن الحالة، كما أن كثيرا من مرضي أورام الكبد
يعانون تليفاً شديداً ولا يصلح لهم أي تدخل جراحي، لكن بعد زرع الخلايا تتحسن حالتهم مما
يسمح لهم بالتدخل الجراحي أو العلاج الكيماوي أو العلاج بالتردد الحراري.
وقال أن هذا الأسلوب العلمي الحديث يعد آمنا للمريض ولا يترك خلفه أية مضاعفات ويفيد
المرضي بدرجة كبيرة رغم تكلفته القليلة.