الالتهاب الكبدى الفيروسى سى ...... والبحث عن شفاء عاجل
انتشرت التهابات الكبد وتوطنت في الكثير من دول العالم سواء في صورها الحادة
أو المزمنة وأصبحت تمثل مشكلة على صحة الإنسان. سنتناول هنا أحد أنواع هذه
الالتهابات التي ما زال يكتشف الجديد منها حتى الآن وهو الالتهاب الكبدي سي.
مدى انتشار الالتهاب الكبدي سي
ينتشر الالتهاب الكبدي سي على مستوى العالم أجمع بنسبة عامةتتراوح ما
بين 0.8 - 1.4%وتتراوح نسبة انتشاره في معظم الدول الغربية بين 0.3 و0.7%
ونسبة انتشاره بين الشعب الأمريكي بصفة خاصة تصل إلى 1.8% في اليابان وأوروبا
الجنوبية تتراوح النسبة ما بين 0.9 -1.2% انتشاره في جنوب إيطاليا وأوروبا الشرقية
أعلى منه في أوروبا الشمالية. أما نسبة الانتشار في القارة الأفريقية فتبلغ 4.2%.
وتبلغ نسبة الاصابة بالمرض فى مصر 12%
طرق انتقال المرض
الدم ومنتجات الدم: التعرض المباشر للدم الملوث من خلال الجلد هو أكثر وسيلة فعالة
لانتقال الفيروس وبالتالي فالذين يتلقون نقل الدم ومنتجاته، ومدمنو المخدرات، والمرضى
الذين يقومون بالغسيل الكلويوالمسئولون عن الرعاية الصحية الكثيرو التعرض للدم ومنتجاته
الناس تعرضًا للالتهاب الكبدي سي. في مرضى النعور Hemophilia وهو مرض وراثي يسبب نزعة للنزيف
الدموي هم أكثر والذين هم بحاجة مستمرة لنقل الدم قد تصل نسب التهاب الكبد الوبائي
بهم إلى 90% من الحالات.
المرضى الذين يجرى لهم الغسيل الكلوي
توصلت إحدى الدراسات إلى وجود الفيروس سي في 88% من مرضى الغسيل الكلوي.أسباب تلك النسب العالية كثيرة منها تعرض المريض لنقل دم متكرر،أخطاء من قبل الممرض تؤدي إلى تلوث الأجهزة أو الأسطح أو أثناء تحضير الأدوية، استمرار وجود الفيروس داخل أجهزة الغسيل الكلوي بالرغم من التعقيم المستمر لها، بالإضافة إلى مناعة مرضى الغسيل الكلوي الضعيفة والتي تزيد من احتمالات حدوث المرض.
مدمنو المخدرات
مدمنو المخدرات بسبب استخدام السرنجات الملوثة؛ حيث تصل نسبة المرض بينهم
إلى 70 - 92%.
مسئولو الرعاية الصحية
أكدت إحدى الدراسات أن نسبة إمكانية حدوث المرض من مجرد شكة إبرة خاطئة واحدة لمسئول الرعاية الصحية هي 10%.
الاتصال الجنسي
نسب حدوث المرض أعلى بين العاهرات (8,9%) وزبائنهن (16.3%) والشواذ (54%).
حديثو الولادة لأمهات مصابات بالمرض
نسبة وجود الفيروس في هذه الحالة ما بين 5 - 6% في حالة وجود الفيروس في دم الأم ساعة الولادة. وليست هناك أية دلائل تشير إلى انتقال المرض للطفل عن طريق الرضاعة الطبيعية.
انتقال المرض لأعضاء الأسرة
عن طريق التعرض لدم المريض أو سوائل جسمه عن طريق الخطأ نادر الحدوث
يرجع العلماء انتشار المرض في جمهورية مصر العربية بنسب عالية إلى حملات علاج البلهارسيا التي كانت تستخدم السرنجات بشكل متكرر "لم تتوقف إلا في أوائل الثمانينيات" وذلك أدى إلى انتقال وانتشار الفيروس سي بين مرضى البلهارسيا.
أعراض المرض
الالتهاب الكبدي سي الحاد
فترة الحضانة للمرض حوالي 50 يومًا فيالمتوسط. في 75% من الحالات لا تحدث أية أعراض،
أما في الـ 25% الباقين فتحدث لديهم أعراض الغثيان والقيء وفقدان الشهية وطفح جلدي وارتفاع بسيط في درجة الحرارة.
في 30% فقط من المرضى يتم الشفاء التام.. أما في الـ70% الباقين يتقدم المرض ليكون مزمنًا.
الالتهاب الكبدي سي المزمن
من70 - 80 % من المصابين بالالتهاب الحاد يتحولون إلى مرضى مزمنين. ومع ذلك فإن تطور المرض
بطيء للغاية حيث تبلغ المرحلة الزمنية بين انتقال المرض إلى الشخص وتشخيص الالتهاب الكبدي المزمن والتليف الكبدي ما بين 20-30 عامًا.
أعراض التهاب الكبد المزمن هي الإرهاق والاكتئاب والانفعال، ولكن تأتي هذه الأعراض بشكل متقطع.
مضاعفات المرض
الالتهاب الكبدي المداهم fulminant hepatitis
والمرتبط بتدهور سريع ومتزايد لوظائف الكبد بسبب تلف مستفحل لأنسجة الكبد، والذي يؤدي إلى هبوط عام لوظائف الجسم والوفاة في أغلب الأحيان.
من لطف الله عز وجل أن هذه الحالة لا تحدث إلا في 1% من حالات الالتهاب الكبدي سي الحاد.
التهاب كبدي مزمن وتليف كبدي
10 - 20% من حالات الالتهاب الكبدي المزمن تصاب بالتليف الكبدي.
السرطان الكبدي Hepatocellular carcinoma
هناك علاقة وثيقة بين سرطان الكبد والالتهاب الكبدي سي المزمن. ويحدث السرطان عادة بعد حدوث التليف الكبدي
(والذي قلنا: إنه يصيب 10 - 20% من مرضى الالتهاب الكبدي سي) والذي يستغرق ما بين 20 - 30 عامًا.
أوضحت إحدى الدراسات أن 100% من مرضى سرطان الكبد الذين تلقوا في يوم من الأيام نقل دم كان لديهم أجسام مضادة للفيروس سي.
وفي حالة عدم تلقيهم لنقل دم في يوم من الأيام كانت نسبة وجود أجسام مضادة للفيروس سي في أكثر من 90% من مرضى سرطان الكبد.
الوقاية ضد الالتهاب الكبدي سي
بطبيعة الحال - ومن أجل الاختصار - فالوقاية ضد سبل تنقل المرض السابق ذكرها تؤدي إلى الوقاية من المرض نفسه، أهمها
فحص أكياس الدم لوجود الفيروس، واهتمام مسئولي الرعاية الصحية باتخاذ الاحتياطات اللازمة، وعدم استخدام السرنجات أكثر من مرة واحدة،
والامتناع عن الممارسات التي تؤدي إلى إمكانية تنقل المرض من شخص إلى آخر.
علاج الالتهاب الكبدي سي الحاد
لا يوجد هناك نهج محدد لعلاج الالتهاب الكبدي سي الحاد، وقد يكون منطقيًّا علاج المرضى أثناء المرحلة الحادة بدلاً من الانتظار بما أن أغلبيتهم سيتطور المرض عندهم إلى المرض المزمن، ولكن يتطلب علاج الالتهاب الكبدي سي حقن تحت الجلد لمدة زمنية تستغرق ما بين 6 - 12 شهرًا
غير أن العلاج غالي الثمن، وآثاره الجانبية متعبة إلى حد كبير، وبالتالي يفضل الأطباء الانتظار حتى يتأكدوا من أن المرض الحاد تطور بالفعل إلى المرض المزمن.
علاج الالتهاب الكبدي سي المزمن
استخدام ما يسمى بالإنترفيرون ألفا أثبت نجاحًا متواضعًا (علاج 10 - 20% من المرضى) بعد استخدامه عقدًا من الزمان..
ولكن إضافة دواء رايبافيرين إلى الإنترفيرون أدى إلى نسبة أعلى من الشفاء التام من المرض.
يتم تناول الإنترفيرون عن طريق حقن تحت الجلد 3 مرات أسبوعيًّا لمدة 6 - 12 شهرًا.. أما الرايبافيرين فيؤخذ عن طريق الفم يوميًّا لمدة 6 - 12 شهرا.
يعتبر العلاج ناجحًا في حالة عدم وجود الفيروس في الدم لمدة ستة أشهر بعد إتمام الجرعات.
نسبة الشفاء التام من المرض باستخدام هذا النهج يصل إلى 30% تقريبًا من الحالات.
لهذا العلاج آثار جانبية متعبة إلى حد كبير للمريض تكون في قمتها بعد تناول أول جرعة وتخف تدريجيًّا مع العلاج.. تتضمن هذه الآثار الجانبية
الإرهاق وآلام بالعظام والعضلات والاكتئاب وصداع وغثيان مع قيء مع نقص في الخلايا الحمراء والصفائح الدموية وغيرها.
هناك عوامل كثيرة تتدخل في تقدير الطبيب لمن يتناول العلاج ومن لا يتناوله، منها: سن المريض، ووجود تليف بالكبد من عدمه، وبعض الأمراض
التي يتنافى معها تناول الأدوية، ووظائف الكبد وغيرها.
أما ما يعرف بالدواء الصيني.. أو الحبة الصفراء.. أو DDB فهو دواء أنتج في الصين لعلاج الالتهاب الكبدي ب.
وما زال تحت التجربة لمعرفة نتائجه بالنسبة للالتهاب الكبدي سي والتي ما زالت غير مؤكدة حتى الآن.
وقانا الله وإياكم وشفى الله مرضانا ومرضى المسلمين.