من فوائد الايمان العظيمة انها تزود الانسان بطاقة احتمال كبيرة في كل المجالات، بمعنى أن طاقة الصبر تتضاعف كثيرا لدى المؤمن ازاء الصعوبات بمختلف انواعها ومصادرها، ومنها بطبيعة الحال ما يتعلق بآلام الجسد.
كما اننا نتفق على ان الايمان يشكل حاجة ملحة للانسان من اجل الحصول على الراحة النفسية التي يحتاجها والاستقرار الذي يبحث عنه طيلة حياته، فقد قيل الكثير من لدن الفلاسفة والمفكرين وغيرهم بصدد الايمان، حيث يعدّونه من اعظم مقومات الشخصية الانسانية.
وطالما ان الحياة مليئة بالصعوبات التي تتوزع في مجالات العمل والصحة وماشابه، فإن الانسان سيبقى بحاجة ماسة ودائمة الى الصبر، وهذا يحتاج بدوره الى طاقة تحمل كبيرة لايمكن ان تتوافرللانسان من دون اللجوء والاعتماد على الايمان الذي يمنح الانسان طاقات كبيرة ومتواصلة في حل مشكلات الحياة العملية وفي مقارعة آلام الأمراض القاتلة كاسرطان وغيره.
وفي المجال اظهرت دراسة نشرتها مجلة "جورنال اوف ذي اميركان ميديكال اسوسييشن" ان المرضى على فراش الموت المصابين بمرض السرطان ميالون اكثر الى قبول علاج مؤلم في حال كانوا مؤمنين".
بمعنى ان الايمان يدفع المريض المؤمن الى قبول علاج أكثر إيلاما من غيره من العلاجات وهذا يتأتى من الطاقة الايمانية التي يتمتع بها المريض المؤمن.
وتضيف هذه الدراسة عن هذا الموضوع:
"وخلال الاسبوع الاخير من حياتهم تبين ان المرضى الذين يجدون تعزية في ايمانهم ويقبلون بالخضوع للتنفس الاصطناعي او الحصول على علاجات مكثفة بهدف تطويل امد حياتهم، عددهم اكثر بثلاثة مرات من المرضى غير المؤمنين.
لكن هذه العلاجات تنعكس تراجعا في نوعية الحياة في اللحظات الاخيرة وبموت مؤلم اكثر مقارنة بالعلاجات المستخدمة لمرافقة الاخرين في ايامهم الاخيرة لتخفيف الالم الجسدي. وهذه العلاجات مكلفة اكثر ايضا".
إذن ثمة أمل يظل قائما لدى المؤمن حيث يتوقع الشفاء أكثر من غيره بسبب طاقة الايمان التي يتمتع بها، وحول هذا الموضوع قالت اندريا فيلبس من مؤسسة دانا-فابر للسرطان:
ان "المؤمنين يختارون العلاجات الاقوى لانهم يؤمنون بان الرب قد يمنحهم الشفاء من خلال هذه العلاجات او انهم يأملون بعلاج عجائبي يكتشف خلال الفترة التي يبقيهم فيها العلاج الطبي المكثف على قيد الحياة".
وبذلك تتبين لنا قدرة الايمان المستمدة من الدين على مضاعفة طاقة الاحتمال لدى الانسان، ولايتعلق ذلك بمقاومة آلام الامراض فحسب بل يتعداه الى مجالات الحياة كافة، فالانسان المؤمن سيكون اكثر قوة من غيره في التعامل مع مفردات الحياة وأكثر تحملا لصعوباتها ومنها الامراض على اختلاف انواعها لاسيما تلك التي تُنسب الى صنف الأمراض القاتلة كالسرطان.
وقد شملت الدراسة المذكورة 345 مريضا في مرحلة نهائية في سبعة مراكز لمرضى السرطان عبر الولايات المتحدة. ومن بين المرضى الذين شملتهم الدراسة قال 79% ان الدين يساعدهم بشكل "معتدل" في تحمل المعاناة و32% ان الدين "هو السبب الرئيسي الذي يجعلهم يتحملون" كل ذلك.
وهكذا يمكن القول بأن الانسان المؤمن أكثر قدرة واحتمالا من غيره لجميع المعوقات التي تتخلل رحلة الانسان الطويلة القصيرة في آن واحد.
....................................................................
اسألكم الدعاء